مجتمعنا الجميل ذو الخصوصية الفريدة يمتاز بتواجد مواهب متنوعة في شتى المجالات أدبية وفكرية وكذلك علمية اصبحت رائدة في مجالها ومشرفه لبلادها. وايضا نجد موهبة لايكاد يخلوا منها مجلس او بيت او استراحه وهو "المطقطق" او كما يحلوا للبعض تسميتة ب " الذبييب" من المصدر ذب يذب ذبا وهو الذي يذب الكلمات الجارحة حتى تستقر في منتصف "جبهة" المقصوف.
سواء أسميناها "طقطقة" او "ذبة" او "قطة" او" حطة" كلها تشترك في وصف واحد "التنمر" وهو استضعاف الاخر حتى يكون محط سخرية وتندر وللاسف صاحب هذه الموهبة غالبا مطلوب لادخال البهجة والفرح على الموجودين!! حتى اصبحت هواية لمن لاهواية له وانتقلت هذه الهواية من المجالس الي الفضاء الالكتروني مرورا بالمنتديات ومواقع الشات ووصولا لموقع التواصل المفضل لدى السعوديين "تويتر".
تويتر صفحات كتاب مفتوح تدون عليها ماتشاء بعيدا عن مقص الرقيب لذلك يكثر فيه قاصفي الجبهات المطقطقون على خلق الله حتى ان بعضهم حصد من الجماهرية بفضل طقطقتة مالم يحلم به برفوسور جامعي او خطيب مفوه او طبيب فذ.
الهدف غالبا كل ماكان مشهورا كانت النتيجة اقوى والانتشار اسرع والشهرة أكبر! دون اي حس او شعور او مراعاة لمشاعر المقصوف او مشاعر افراد عائلتة.
دائماً متحفزين على أهبة الاستعداد للانقضاض متقمصين حركات "النمر" في التخفي والاستعداد للانقضاض على الضحية ينتظرون الغلطة او الهفوة ثم ينقضون بكل قوة وبلا هوادة ويغرسون مخالب الكلمات الجارحة بعيدا عن اي رادع ديني او انساني كأنهم يترنمون وهم ينفضون على فرائسهم بمقولة ميكافيللي "الغاية تبرر الوسيلة" وما اقبحها من ترنيمة.
أين هاؤلاء القاصفون للجبهات المعتدون على المشاعرالانسانية من كلام العزيز الحكيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ)
ومن حديث المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ. بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ".
ختاماً
عباراتك تعكس وعيك فأحرص على لفظك كم تحرص على مظهرك فلاتجعل اختلافاتك مع الاخرين تخسرك حسناتك.
تركي المحمود
مدون رقمي وخبير تقني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق